يمنيون خلال مظاهرات داعمة لعاصفة الحزم في تعز أخيراً. (عكاظ)
يمنيون خلال مظاهرات داعمة لعاصفة الحزم في تعز أخيراً. (عكاظ)




حوثيون في إحدى مناطق اليمن.
حوثيون في إحدى مناطق اليمن.
-A +A
فهيم الحامد (جدة) FAhamid@
من اللحظة الأولى التي انطلقت فيها عملية عاصفة الحزم وإعادة الأمل، وضع التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن سلامة المدنيين والحفاظ على أمنهم، والدفاع عنهم أولوية إستراتيجية عسكرية قصوى، والتركيز فقط على مواقع ميليشيات الحوثي ومرتزقة صالح وتدميرالقوى الصاروخية والعسكرية للميليشيات، والحفاظ على الحدود السعودية من أي اختراق ودعم الشرعية في اليمن، على عكس ما تروج له أبواق النظام الإيراني وإعلام الحوثي وميليشيا «حزب الله» المتورطة في قتل الشعب اليمني وتدمير البنية التحتية واختطاف اليمن وتحويله إلى بؤرة إرهابية طائفية.

ولقد جاءت تصريحات وزير الخارجية عادل الجبير، التي اتهم خلالها مكتب مفوضية الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان، بالتحيز في ما يتعلق بتجميع التقرير الذي نشرته حول انتهاكات حقوق الإنسان في الحرب الدائرة في اليمن، والذي ألقى باللائمة على التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن الذي تقوده المملكة، كرسالة واضحة لوضع المجتمع الدولي والمنظمة الأممية، أمام حقيقة التحيز والكذب والافتراءات التي تنتهجها المفوضية في التعامل مع الملف اليمني، خصوصا أن السعودية كانت شفافة وصريحة في التعامل مع الأزمة اليمنية، إن عسكريا عبر عاصفة الحزم وإعادة الأمل، والتزامها بقواعد الاشتباك وحرصها على سلامة المدنيين الأبرياء، وتدمير القوى الصاروخية والعسكرية لميليشيات الحوثي ومرتزقة صالح، أو من خلال الحل السياسي وفق قرارات الشرعية الدولية والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.


لقد وضع الجبير النقاط على الحروف عندما قال، خلال مقابلة مع قناة «سكاي نيوز» أخيرا «لقد دعونا الأمم المتحدة إلى المجيء ومناقشة التقرير معنا، كما دعوناها إلى الاطلاع على كيفية اختيارنا أهدافنا، وكيف ينفذ التحالف عملياته داخل اليمن، ولم يأت أحد». وهذا التصريح يعكس ازدواجية المعايير لدى المنظمة الأممية التي تجاهلت فرصة قدمتها السعودية للاطلاع، لأنه ليس لديها ما تخفيه. السعودية التي ظلت تنادي على الدوام بضرورة إحلال السلام العادل في اليمن عبر تطبيق قرارات الشرعية الدولية، لن تتوانى في دعم الشرعية في اليمن وتحرير الأراضي اليمنية من الانقلابيين الحوثيين ومرتزقة صالح، والحفاظ على سلامة المدنيين اليمنيين. وعلى المنظمات العالمية التي تزعم بأنها تحافظ على حقوق الإنسان أن تعي أن ميليشيات الحوثي أهلكت الحرث والنسل في اليمن، ولولا تحرك التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، لتحولت اليمن لبؤرة إرهابية، خصوصا أن السعودية شكلت التحالف بعد استجابة لدعوة الرئيس اليمني الشرعي منصور هادي. ومزاعم قيام التحالف بقصف المدنيين أصبحت زائفة وكاذبة، لأن التحالف لم ينتهك قواعد الاشتباك في حربه على الانقلابيين الذين خرقوا كل المواثيق والأعراف الدولية، ليس فقط في قصف المدنيين، بل وفي استهداف أطهر بقاع الأرض مكة المكرمة، فيما طائرات التحالف تستهدف وفق قواعد اشتباك دقيقة، قواعد السيطرة والتحكم الحوثية التي ارتكبت انتهاكات متعددة في جميع محافظات اليمن. والمطلوب من منظمات حقوق الإنسان العالمية النظر للقضايا العربية من منظورنا وليس من المنظور الغربي المتقاعس.